
نعى الشاعر الصحراوي، الاستاذ عبد الواحد بروك، الشهير بـ”أبو فراس”، العالم الزاهد والفقيه والشاعر الفذ والمعتقل السياسي السابق سيداتي السلامي، الذي رحل عن دنيانا أمس بإحدى العيادات الطبية بمدينة أغادير.

وأهدى أبو فراس مرثيته”ذِكْرُكَ لْنْ يَغِيب”، إلى روح الأديب الكبير، فقيد الثقافة والإعلام الصحراوي، سيداتي السلامي:

“بِحَسْبِكَ أَنَّ ذِكْرَكَ لْنْ يَغِيبَا
وَأَنّكَ قَدْ شَغَلْتَ بِهِ الْقُلُوبَا
بعيداً صِرْتَ يَا “سِيدَاتِ” عَنّا
وَكُنْتَ “حَبِيبَنَا” دَوْماً قَرِيبَا
بِنَا شَجَنُ الْبَرِيدِ،
نُذوبُ وَجْداً
لِأنّكَ حِينَ نَسْأَلُ… لَنْ تُجِيبَا..!
وَكَيْفَ الصّبْرُ عَنْكَ
وَقَدْ وُعِدْنَا
بِعَيْشٍ بَعْدَ فَقْدِكَ لَنْ يَطِيبَا
أَرَى الصَّحْرَاءَ تَعْصِرُ مُقْلَتَيْهَا
وَأَنَّى يُطْفئ الدَّمْعُ اللَّهِيبَا
رَبِيعُ الْفَقْدِ
قَدْ أَمْسَى خَرِيفاً
وَدَمْعُ الشَّوْقِ قَدْ أَضْحَى نَحِيبَا
كَفَى حَزَناً
بِأَنَّ الطَّلْحَ يَهْمِي
إِزاءَ رَحِيلِكَ الدَّمْعَ السَّكُوبَا
كَفَى حَزَناً
بِأَنْ ضَاقَتْ صُدورٌ
وَلَمْ تَجِدِ الدَّوَاءَ وَلاَ الطَّبِيبَا
بَصِيراً كُنْتَ
تُبْصُرُ مَا عَمِينَا
وَتُرْشِدُنَا بَصِيرَتُكَ الدُّرُوبَا
غَرِيباً عِشْتَ
يَا “سِيدَاتِي” طُوبَى
لِمَنْ قَدْ عَاشَ فِي الدُّنْيَا غَرِيبَا
فَإِنْ تَكُ رَاحِلاً عَنَّا
فَإِنَّا نُسَلّي النَّفْسَ
أَنَّكَ لَنْ تَخِيبَا
وَعُذْرًا،
مِنْكَ تَعْتَذِرُ الْقَوَافِي
فَفَقْدُكَ صَيَّرَ الْوِلْدَانَ شِيبَا”.