عرض مساء اليوم الإثنين 21 أكتوبر 2024 بقصر الثقافة بمدينة طنجة الفيلم الوثائقي السينمائي “تلمزون ذاكرة الصحراء ” للمخرج أحمد بوشلكة.
وشهد الفيلم عرضه الأول الذي ينافس في مسابقة الأفلام الوثائقية ضمن فعاليات الدورة الرابعة والعشرين من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة.
وفيلم “تلمزون ذاكرة الصحراء ” كشف تاريخ أقدم قرية في تاريخ جنوب المغرب انتج سنة 2023 من طرف شركة best drone ومدته 52 دقيقة.
وتلمزون هي قرية صغيرة توجد غير بعيد عن مدينة الطنطان توارت بتاريخها خلف الجبال توقفت بها عقارب الزمن وانتصبت منازلها ومعالمها شاهدا على عمقها التاريخي الضارب في القدم.
وقال المخرج عبد الإله الجواهري في حديثه عن الفيلم:
“تلمزون” اسم بلدة صغيرة صامدة رغم قساوة الطبيعة نائمة في حضن الصحراء الشاسعة المفتوحة على احتمالات العيش على الكفاف والعفاف والتمسك بشرف المحافظة على وشم التاريخ وأصالة العادات والتقاليد لساكنة تتلحف بعزة النفس وتواجه زحف الحداثة وتبدل الأحوال من حال الرعي إلى كل الحالات التي يفرضها الزمن المعاصر.
“تلمزون” أيضا عنوان مثير لشريط وثائقي من توقيع المخرج الشاب أحمد بوشلكة فيلم مؤسس على رؤية سينمائية تسعى منذ سنوات قليلة مضت إلى تكريس مكانة المبدع الصحراوي وسط المشهد السينمائي المغربي المفتوح اليوم على احتمالات الخصوبة والتجذر في الواقع المغربي رؤية جاءت وكالعادة في هذا الإنجاز الجديد وفية لتراث يحتضر وأماكن تتلاشى وبشر يرحل وذاكرة تندثر وذلك بفعل عوادي الزمان التي تهب رياحها في اتجاه لا تشتهيه سفن التمسك بقيم بلدة وساكنة لا تعرف ما يخفيه القدر لأبنائها الحالمين بالنزوح للمدن الكبرى الممتدة من طنجة إلى الداخلة.
الشريط الجديد لأحمد بوشلكة لحظات ممتعة بصريا ومفيدة معلوماتيا ومثيرة فنيا وتقنيا بفضل سفر استكشافي لفضاء تاريخي يقاوم عوادي الزمن وإنسان يتشبث بالأرض معبرا عن وجوده الثابت وصلابته التي تحاول عوامل الزمن والطبيعة أن تهد بنيانه ومحوه من الوجود لكن كل هذا لن يحصل لأن هناك مسجدا يتيما ومنازل مبعثرة هنا وهناك دور مبنية بفعل النية وحب الأرض وصلابة الوجود من طرف بشر مر من هنا بكل عنفوان تاركا آثار مبنية على الصح وسلامة النية البنايات الشاهدة على شموخ أبناء الصحراء المغربية احتضنت منذ قرون حكايات انسانية غامرة بالحب كما لا زالت تحتضن اليوم أسرا قليلة جدا لكن مصممة بكل وفاء على احياء ذكريات الأجداد وبعث روح جديدة تعلم للأبناء من خلال أمثال وألعاب وحواديث متفرقة.
روح الصحراء في هذا الشريط تجعلنا نتيه دون أن ننتبه مع فيض العاطفة ومع احساس خاص نابع من بساطة الحياة الملونة بكثير من الأهازيج والغناء الطالع من نبض الحياة ومن حب لا مشروط لتراث كان دائما في خدمة هوية المنطقة هوية تمتزج فيها كل مكونات التامغربيت الصحيحة السليمة الخالية من أية شوائب هوية تلخصت بكل وضوح في صورة قد لا ينتبه لها المشاهد صورة قافلة من الجمال يركبها رجال بأعلام مغربية الصورة بدت وهي معلقة على جدار بيت الشيخ الرجل الذي تجاوز عمره المائة سنة لحظة مجالسته ومحاورته لإبنه من خلال حوار جد حميمي مليء بالدلالات وحكيه له قصصا وأشعارا عن بلدته بمثابة روح الروح العاكسة لأصل وفصل أبناء الدار والبلدة.
“تلمزون” لم يتم تصويرها كمكان قاحل رغم بعدها كلية عن مدن المركز أي مدن الداخلة والعيون وطانطان والسمارة وكلميم بل جاءت كفضاء ينبض بالحياة ويتفاعل مع الأنواء وغضب الوديان بعد سقوط المطر مساحة ضيقة (البلدة) من حيث الحيز لكن شاسعة من حيث الحب والوفاء والتمسك بأهداب تاريخ وطن ممتد من طنجة وحتى حدود بلاد الموريتان.
جدير بالذكر أن الدورة الرابعة والعشرين من المهرجان الوطني للفيلم المغربي تنعقد من يوم 18 إلى 26 أكتوبر الجاري في مدينة طنجة، بمشاركة 45 فيلما متنوعا موزعة بواقع 15 فيلما للمسابقات الثلاث وهي الفيلم الروائي الطويل والفيلم الوثائقي الطويل والفيلم القصير (وثائقي وروائي) إلى جانب أفلام البانوراما جميعها تم انتقاؤها من قبل لجان مستقلة مكونة من مهنيي القطاع السينمائي المغربي شاهدت جميع الأفلام وعقدت اجتماعات للحسم في عملية الانتقاء.
وإلى جانب فيلم “تلمزون ذاكرة الصحراء” للمخرج أحمد بوشلكة يشارك في مسابقة الفيلم الوثائقي الطويل فيلم “خيمة الرك” للمخرج محمد فاضل الجماني و”حراس لكصر” لعايدة بويا.
كما تتضمن القائمة فيلم “كذب أبيض” لأسماء المدير و”رزق من ورد” لمونية الكومي و”العربي جوستو والآخرون” لليلى الأمين الدمناتي وعبد الحميد كريم و”فقاعات” لحسن معناني و”مورا يشكاد” لخالد الزايري و”باتر” لكمال أورحو و”مول الماء” لفؤاد سويبة و”دجوك الأخير من الملاح” لحسن بنجلون و”كوبارايون” لعزيز خوادير و”سكين على قماش” لأميمة العاشي و”ثلاثة أقمار وراء التل” لعبد اللطيف افضيل و”الشايعة” لزينب توبالي.
وتترأس لجنة تحكيم هذه المسابقة الباحثة ومخرجة الأفلام الوثائقية جميلة عناب وعضوية كلّ من الباحث الجامعي والناقد الحبيب ناصري والصحافية حورية بوطيب.
