حل بمدينة العيون كل من محمد المهدي بنسعيد وزير الشباب والثقافة والتواصل ونظيرته الفرنسية رشيدة داتي مرفوقين بوفد رفيع المستوى من ضمنه كريستوف لوكورتييه السفير الفرنسي بالمغرب.
وكان في استقبالهما صباح اليوم الاثنين 17 فبراير 2025 في مطار الحسن الاول كل من ابراهيم بن ابراهيم عامل اقليم بوجدور وحمدي ولد الرشيد عمدة المدينة ومولود علوات رئيس المجلس الاقليمي للعيون وعدد من المنتخبين المحليين إلى جانب شخصيات مدنية وعسكرية.
وقد انطلق الوفد مباشرة من المطار إلى مدينة الطرفاية حيث تم استقباله من لدن محمد حميم عامل الاقليم ومحمد سالم بهيا رئيس المجلس الاقليمي وعبد الحي حرطون رئيس المجلس الجماعي ومنتخبين وفاعلين جمعويين.
وقد استهل الوفد زيارته لمدينة الطرفاية بمتحف الكاتب والطيار الفرنسي أنطوان دو سانت إكزوبيري الذي تشرف عليه جمعية أصدقاء الطرفاية والذي يوثق للتاريخ الحافل للبريد الجوي بالمنطقة حيث تفقدا مختلف مرافقه.
بعد ذلك انتقل الوفد مشيا على الاقدام الى العديد من المآثر التاريخية ابرزها قصبة الطرفاية و دار البحر “كاسامار” لما لهما من حمولة تاريخية.
وتنتصب دار البحر “كاسمار” منذ أكثر من 140 سنة على المحيط الأطلسي متحدية بذلك كل المتغيرات وتبعات الزمن منذ تشييدها سنة 1878 من لدن الرحالة والمهندس الأسكتلندي دونالد ماكينزي.
وبعد ذلك مباشرة توجه الوفد إلى مدينة العيون حيث التقى الوزيران بأعضاء المجلس الإداري للرابطة الفرنسية بالعيون التي تم تأسيسها مؤخراً للإشراف على مركز الرابطة الثقافية الفرنسية بالمدينة.
ويعد مركز الرابطة الثقافية الفرنسية “الأليانس فرانسيز” كأول مشروع ثقافي فرنسي رسمي بالمنطقة ويأتي كترجمة فعلية للاعتراف الفرنسي بسيادة المغرب على الصحراء والذي سيوفر برامج تعليمية وثقافية متنوعة لسكان المدينة وباقي مدن الصحراء مما يعزز مكانة العيون كمركز ثقافي ودبلوماسي إقليمي.
مباشرة بعد هذا اللقاء اعطى محمد المهدي بنسعيد وزير الشباب والثقافة والتواصل ونظيرته الفرنسية رشيدة داتي الانطلاقة الرسمية للرابطة الفرنسية بالعيون التي وطنت مؤقتا بالمكتبة الوسائطية الكبرى محمد السادس وهي معلمة ثقافية أشرف على إنجازها المجلس الجماعي للعيون.
وتعتبر المكتبة الوسائطية الكبرى بالعيون التي وطنت بها مؤقتا “الأليانس فرانسيز” ثاني أكبر مكتبة على المستوى الوطني والثالثة على الصعيد الإفريقي حيث تضم رفوفها أمهات الكتب والمراجع والمؤلفات في مختلف صنوف المعرفة إضافة إلى حفظ الذاكرة الفكرية والعلمية والمأثورات من الإصدارات مما يعزز من مكانة العيون كمركز ثقافي رائد في إفريقيا.
وتضم المكتبة الوسائطية مدرجا بسعة 450 مقعدا وقاعة للقراءة وأخرى للعرض وفضاء خاصا بالصحافة وقاعة متعددة التخصصات بالإضافة إلى مكاتب للتسيير.
وتم تشييدها باعتماد مالي يقدر بـ 70 مليون و100 ألف درهم خاصة بالبناء والتهيئة و16 مليون و500 ألف درهم للتجهيز على مساحة إجمالية تصل إلى 23 ألف و500 متر مربع منها 5 آلاف و500 متر مربع مغطاة.
ومساء اليوم الإثنين سيتوجه وزيري الثقافة بنسعيد وداتي إلى مدينة الداخلة لإفتتاح ملحقة المعهد العالي لمهن السينما لدعم الصناعة السينمائية المغربية وتعزيز الدينامية الثقافية بالمنطقة.
وفي ذات السياق سيحل المغرب ضيف شرف على مهرجان باريس للكتاب الذي سيقام بالعاصمة الفرنسية من 11 إلى 13 أبريل المقبل وفقا لما أعلنته يوم الخميس الماضي وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي خلال ندوة حضرتها سفيرة المغرب بفرنسا.
وسيكون المغرب حاضرا خلال هذا الحدث البارز للثقافة الفرنسية عبر جناح يمتد على مساحة 330 مترا مربعا.
