العيون.. جيرار لارشي رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي هناك توجه قنصلي سيتم تنزيله قريبا في الصحراء
حل جيرار لارشي رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي مساء اليوم الاثنين بمطار الحسن الاول بالعيون مرفوقا بوفد فرنسي رفيع المستوى.
وكان في استقباله محمد ولد الرشيد رئيس مجلس المستشارين و عبد السلام بكرات والي جهة العيون الساقية الحمراء وحمدي ولد الرشيد عمدة مدينة العيون وحمدي ولد الرشيد رئيس مجلس جهة العيون الساقية الحمراء ومولود علوات رئيس المجلس الاقليمي للعيون ومنصور لمباركي رئيس ديوان رئيس مجلس المستشارين واسد الزروالي الأمين العام للمجلس وشخصيات عسكرية وأمنية ولفيف من المنتخبين والمسؤولين وشيوخ القبائل الصحراوية.
ويرافق لارشي وفد من أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي بينهم كريستيان كامبون رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية المغربية وسيدريك بيران رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والقوات المسلحة وهيرفي مارسيليا نائب رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية المغربية والسيناتور كورين فيري نائبة رئيسة الوفد البرلماني للجماعات المحلية واللامركزية وهوبير دو كانسون المستشار الدبلوماسي للرئيس وباتريك دراي المستشار الخاص وجيل بيروشيه المسؤول الأمني عن الرئيس،
وكريستوف لوكورتييه السفير الفرنسي بالمغرب.
وزيارة جيرار لارشيه رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي إلى مدينة العيون تمت بدعوة من محمد ولد الرشيد رئيس مجلس المستشارين.
وتكتسي هذه الزيارة اهمية قصوى ولها دلالات سياسية قوية فضمن الوفد الفرنسي شخصيتين من الوزن الثقيل جدا.
فالشخصية الأولى هي جيرار لارشي رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي وهو الرجل الثاني في هرم السلطة بفرنسا فوفقًا للدستور الفرنسي فله الحق في تولي منصب رئيس الحمهورية الفرنسية بالنيابة في حالة حدوث عجز أو شغور للمنصب وهو ما حدث آخر مرة في عام 1974.
والشخصية الثانية وهي ايضا مهمة جدا فبحسب الخبراء في تحليل المشهد السياسي في فرنسا فإن أبرز المتنافسين على خلافة إيمانويل ماكرون على كرسي رئاسة الجمهورية الفرنسية وحظوظه كبيرة للفوز بالرئاسة هو السيناتور سيدريك بيران الذي يرأس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والقوات المسلحة.
واقيمت على شرف رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي مأدبة عشاء في قاعة أنيقة مخصصة لإقامة المآدب الرسمية لكبار الشخصيات تخللتها وصلات غنائية من الطرب الأندلسي المغربي والحساني وعزفت مقطوعة لأيقونة فرنسا المغنية العظيمة الراحلة أديت بياف.
واعرب محمد ولد الرشيد في كلمته التي ألقاها خلال حفل الاستقبال بعربية فصيحة لا تشوبها شائبة عن ترحيبه بصديق المغرب الكبير جيرار لارشي رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي والوفد المرافق له وعن بالغ تقديريه وعميق اعتزازه بهذه الزيارة ذات الدلالات الرمزية الكبيرة.
واضاف ولد الرشيد بأن هذه الزيارة التي لا ننظر إليها كمجرد محطة لتثمين ما راكمناه معا من مكتسبات و إنجازات بل ننظر لها كحدث تاريخي بارز ولحظة استثنائية بكل المقاييس وعلامة فارقة في تاريخ علاقتنا الثنائية وتعكس اراداتنا المشتركة والقوية في المساهمة الفعلية في كتابة صفحات مجيدة من الكتاب الجديد الذي دعا اليه قائدا البلدين بمناسبة زيارة الدولة التي قام بها فخامة الرئيس ايمانويل ماكرون بدعوة كريمة من صاحب الجلالة محمد السادس نصره الله.
وقال ولد الرشيد بصوت جهوري قوي مخاطبا رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي والوفد المرافق له مرحبا بكم في بلدكم الثاني، المملكة المغربية مرحبا بكم في مدينة العيون كبرى حواضر الصحراء المغربية هنا على هذه الأرض الحاضنة للتاريخ رسمت بمداد من الفخر والاعتزاز قصص مجيدة من الوطنية الصادقة وملاحم خالدة من التشبت بالوحدة الترابية وتمسك بالعرش العلوي المجيد.
وأضاف ولد الرشيد بأن هذا التأييد كما قال صاحب الجلالة نصره الله ليس تأييدا سياسيا بل هو أيضا اعتراف بحقوقنا الشرعية على أقاليمنا الجنوبية وهي حقوق لا تقبل الجدل ولا تدع مجالا للشك وأن الصفة التي أستقبلكم بها اليوم كرئيس مجلس المستشارين للملكة المغربية وأنا الذي ازداد ونشأ بمدينة العيون هي واحدة من بين العديد من الدلائل الواقعية والسياسية المجسدة للحقائق التاريخية والقانونية المغربية الصحراء.
واضاف ولد الرشيد نحن منتخبو الأقاليم الجنوبية للمملكة بمجلسي البرلمان والمجالس الترابية والهيئات المهنية نحن هم الممثلون الحقيقيون لساكنة الصحراء المغربية نحن من ائْتَمَتْنا الساكنة لتمثيلها عبر انتخابات تشهد أعلى نسب مشاركة على الصعيد الوطني لنكون صوتها الصادق ولننوب عنها للمساهمة في مسيرة التنمية والتقدم التي يقودها جلالة الملك محمد السادس نصره الله ولنجسد المرآة التي تعكس بحق مدى اعتزاز الصحراويين العميق بمغربيتهم وبوَحْدَة وطنهم الترابية وتشبههم القوي بالعرش العلوي المجيد ويتجلى هذا الاعتزاز أيضا و بوضوح من خلال المواقف الوحدوية والتاريخية لشيوخ قبائل الصحراء المغربية فتحية اجلال و اكبار لما بذلوه و يبذلونه من أدوار إصلاحية وتوعوية و اجتماعية عظيمة ولإسْهَامِهِم ليس فقط في استمرار القيم والأعراف المحلية وضمان التعايش والوحدة والتضامن بل أيضا في إلهام الأجيال الحالية وإذكاء عزيمتهم للانخراط بكل إصرار وثقة في مسيرة الإصلاحات والتحديث التي يقودها بحكمة عاهل البلاد دام له العز والتمكين وبقدر اعتزازنا بهذه المسؤولية التمثيلية بقدر افتخارنا بما تشهده الصحراء المغربية منذ انهاء استعمارها سنة 1975 عقب المسيرة الخضراء المظفرة من تنمية شاملة حولتها ليس فقط إلى أحد أهم الأقطاب الاقتصادية على المستوى الوطني بل إلى منصة إقليمية واعدة وإلى نقطة التقاء استراتيجية بين أوروبا وإفريقيا خصوصا في ظل المبادرات الملكية القارية المبتكرة كمشروع أنبوب الغاز المغرب نيجيريا ومبادرة الدول الإفريقية الأطلسية علاوة على مبادرة تمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي.
واستطرد ولد الرشيد قائلا بأننا نود في هذا السياق تجديد تنويهنا بدعوة فخامة الرئيس إيمانويل ماكرون الفاعلين الاقتصاديين الفرنسيين إلى المساهمة في تنمية أقاليمنا الجنوبية من خلال الاستثمارات والمبادرات المستدامة والتضامنية لصالح الساكنة المحلية.
وقال ولد الرشيد موجها كلامه لضيوفه بإن زيارتكم تعكس قناعتنا المشتركة بأهمية التعاون البرلماني في تعزيز وتعميق علاقات بلدينا الثنائية وتوسيع مجالات التعاون والحوار وهي مناسبة نستثمرها لنعرب لكم عن ارتياحنا التام للإنجازات والتراكمات المهمة التي حققناها معا.
وتوقف ولد الرشيد ليشدد قائلا فهل قلنا كلمتنا الأخيرة ؟ كما تساءل ذات يوم ولو في سياق مختلف الرئيس الراحل الجنرال شارل ديغول قطعا لا فالعلاقات بين مؤسستينا ستظل فضاء متجددا للمبادرات الطموحة ومنصة خصبة لتوليد الرؤى المبتكرة وسیحرص مجلس المستشارين في هذا الإطار على أن يواصل بعزم وإصرار تعبئة كافة آليات التعاون المتاحة والانخراط في مختلف المبادرات المشتركة الرامية الى ترسيخ وتعميق العلاقات المتميزة التي تجمع مؤسستينا بما يخدم الشراكة الاستثنائية الوطيدة التي أرسى دعائمها قائدا البلدين والتي فتحت آفاقا جديدة وواعدة لعلاقات نموذجية واستثنائية بين المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية.