الملك محمد السادس.. الحل المنشود لقضية الصحراء لا بد أن يكون قائمًا على التوافق لا غالب فيه ولا مغلوب

0 66

 

في خطاب سامٍ وجهه مساء اليوم الثلاثاء إلى الشعب المغربي بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لاعتلائه العرش قدّم الملك محمد السادس رؤية متجددة بشأن قضايا داخلية وإقليمية ودولية مؤكدًا على ثوابت المملكة ومواقفها الواضحة إزاء أبرز الملفات.

وخصص العاهل المغربي جزءًا وازنًا من خطابه للعلاقات مع الجزائر حيث شدّد على متانة الروابط التاريخية والإنسانية التي تجمع بين الشعبين قائلًا: “الشعب الجزائري شعب شقيق تجمعه بالمغرب روابط الدين واللغة والجغرافيا والمصير المشترك.”

وأكد الملك أن المملكة تظل متمسكة بخيار الحوار الصريح والمسؤول مع الجارة الشرقية في إطار من الأخوة والصدق بما يسهم في تجاوز ما وصفه بـ”الوضع المؤسف” الذي يطبع العلاقات الثنائية منذ سنوات.

وفي السياق ذاته أعاد الملك التأكيد على أن بناء اتحاد مغاربي قوي يظل خيارًا استراتيجيًا لا محيد عنه معتبرًا أن مستقبل المنطقة لا يمكن أن يتحقق إلا بتضافر جهود دولها وعلى رأسها المغرب والجزائر.

وأضاف الملك بأن التحديات الراهنة الأمنية والاقتصادية تجعل من هذا المشروع حاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى وليس مجرد طموح سياسي مؤجل.

أما بشأن ملف الصحراء فقد أبرز الملك محمد السادس الدعم الدولي المتنامي لمبادرة الحكم الذاتي مشددًا على أنها تمثل “الحل الواقعي والوحيد” لإنهاء هذا النزاع الذي امتد لعقود.

وأشاد العاهل المغربي بانضمام دول وازنة مثل المملكة المتحدة والبرتغال إلى لائحة الداعمين للمبادرة وهو ما يعكس مصداقية الطرح المغربي وتماشيه مع الشرعية الدولية.

وجدّد الملك التأكيد على أن الحل المنشود لا بد أن يكون قائمًا على التوافق قائلا: “لا غالب فيه ولا مغلوب ويحفظ ماء وجه جميع الأطراف”.

وبهذا الخطاب يكون الملك محمد السادس قد جدّد دعوته لطي صفحة الخلاف مع الجزائر وأعاد التأكيد على مركزية الاتحاد المغاربي كخيار استراتيجي في الوقت الذي يواصل فيه المغرب تعزيز موقعه في ملف الصحراء عبر دعم دولي متنامٍ لمبادرة الحكم الذاتي.

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.