حل ملف الصحراء المغربية بين الطرز الامريكي و سلبية العطف الاعلامي عليه
بقلم؛ الأستاذ ابراهيم أزرقي
من منعطف الحل السياسي للقرار الأممي حول ملف الصحراء المغربية الى ضرورة الانعطاف معه اعلاميا مغاربيا بهدف قنص فرصته التاريخية.
من مستجد الطرز الامريكي بزعامة ترامب للقرار الأممي الأخير حول ملف الصحراء المغربية الى بلادة الخرز الاعلامي في تغطية الحدث اقليميا، و الغريب في الأمر هو مدى تأثير و تعشش افكار خمس عقود من عمر القضية في مرجعية الفكر الاعلامي وايديولوجية الخطاب السياسي الذي ما فتأ ان دأب عليه رواد اقلام البلدين و ما تماشى عليه خطهم التحريري ، كأننا في منأى و معزل عن حركية التاريخ و السياسة.
فإذا كان صاحب الجلالة نصره الله و تبث خطاه بالامس قد زف بشرى الحدث الى شعبه الوفي، وأعلن انتصار الديبلوماسية المغربية على قدم مساواة انتصار نظيرتها الجزائرية ، مما ستحمله من بشائر السلم للمنطقة و الخير للبلدين ، معلنا امام العالم عزمه على طي صفحة الماضي و مد يد المصالحة الى اشقاءنا الجزائرين ، وما برهن عليه تواضعا من سمو كعبه و حنكة فخامته فيما رسمه لنا من لزومية مواكبة خط تحريرنا غدا لهذا الحدث التاريخي ، فإنه قد آن الاوان بأن يقف غدا.الاعلاميون المغاربيون من مغاربة و جزائريون و تونسيون و موريتانيون في لحظة التقاط الاشارة الذكية من الخطاب الملكي و الاشتغال عليها فيما لمح له جلالته من اهمية لهذه الفرصة التاريخية في زرع حصاد المستقبل على أمل ما كنا نعيش احلامه بالامس من امكانية لتنزيل مشروع الاتحاد المغرب العربي، و هو ما سيحفزنا حتما اليوم كنخب مثقفة و سياسية بان نرتقي في خطابنا حول قبول الاخر على مكامل عيوبه و محاسنه، فنرجسية الحس القومي والوطني قد تطغى على منطق الاحتكام و التعقل.
فقد لا نختلف كثيرا بان مستقبل منطقتنا المغاربية قد اصبح رهينا فيما ستحدده خياراتنا اليوم من توظيف لمكتسبات القوة لدى الاخر و ما يمكن ان تتكامل فيه الصورة و المصلحة المشتركة بين بلدان المغرب العربي الخمسة.
و عليه فلقد حاولنا بان نبادر الى تنبيه رواد القلم من زمرة النخب الاعلامية النشيطة الى اهمية المنعطف السياسي في قضية الصحراء المغربية بغاية العمل على كيفية التأسيس عليه اعلاميا في مخاطبة الاخر ، فاليوم هذا الاخر يلزمنا فهمه و احترامه اكثر مما مضى ، فهو جزء لا يتجزأ من امتدادنا الهوياتي جغرافيا و هو مرآة لصورتنا النرجيسية، جمالنا من جماله و قبحنا من قبحه مهما بلغ منا الاختلاف اشده، فمصالحنا فوق كل اعتبار و العالم يترقب مدى نضج وعينا السياسي و مدى نباهة بصيرتنا، حيث علمنا التاريخ كأعرق استاذ في السياسة بان الفرص تقتنص حيث يحين قطافها وللمتنافسين عليها من الامم نصيب، فلننخرط على درب سير قيادتنا و لنغير لغة الامس، فالاشقاء تبقى صلة اواصر الاخوة بينهم متماسكة و لو تلاشت فمهما اختلفوا و تنازعوا فلقوة و قهر الزمن في لم شملهم دروس و عبر.
(…….مقتطف من حلقات سلسلة يتبع)